قصص أطفال : جُحَا والسّنجَاب العِفْرِيت
قصص قبل النوم
ذهب جحا يوما يحتطب، فرأى حيوان السنجاب يجري
بين الأعشاب، وكان أوّل مرّة يرى مثل هذا الحيوان، فأسرع خلفه ليصيده.
وبعد مُحاولة استطاع جُحا أن يصيد السّنجاب،
فقال في نفسه : هذا حيوان عجيب يجب أن آخذه إلى أهل البلدة.
وضع جُحا الحيوان في كيس، وربطه ربطاً محكماً،
وذهب إلى البيت، وأخبر امرأته بالأمر، وحذّرها من فتح الكيس.
وقال لها : سأذهب لأحضر أهل البلدة؛ لأريهم
هذا الحيوان الغريب العجيب، لعلّهم يعرفون ما هو، ثم أبيعه بسعر باهظ.
فلما ذهب جحا وانفردت المرأة بنفسها قالت :
لأنظر ماذا في الكيس،
ولكن جحا قال لي : لا تفتحي الكيس، ولكن كيف
أحمل كيساً ولا أعلم ما به.. سأفتحه قبل أن يأتي جحا، ولن يعرف بالأمر.
وبمجرد ما فتحت الكيس فرّ الحيوان منه، وخرج
من البيت في لمح البصر، فحارت المرأة ماذا تصنع؟ فلو علم جحا بالأمر لعاقبها.
لم تجد المرأة وسيلة سوى أنها وضعت إردبا من
القمح بالكيس، وأعادت ربطه كما كان وظنّت أنه ربما لا يحضر أحد مع جحا، وينتهي
الأمر.
وبعد قليل حضر جحا ومعه كبار أعيان البلد
ونائب الحاكم وغيرهما؛ ليروا هذا الحدث العجيب، ورحب بهم جحا داخل بيته.
فأسرع جحا وأحضر الكيس فاهتم الحاضرون غاية
الاهتمام، وأخذوا يحدقون بالكيس.
وما إن فتح جحا الكيس حتى سقط منه القمح على
الأرض، فحار جحا في أمره بينما الجميع في دهشة وذهول.
قال جحا في نفسه : ماذا أقول وقد دعوتهم لشيء
غريب؟ ولم يظهر لهم سوى بعض القمح، فقال لهم : أتدرون هذا المخلوق كم هو مفيد؟
فقالوا : أتقصد القمح يا جحا؟
قال جحا : نعم أليس القمح من مخلوقات الله؟
قالوا : نعم.
قال : لقد جمعت حبات القمح التي يبذرها الناس
من أمام بيتي حتى صارت في الكيس إردبا.
قالوا : وماذا في ذلك؟
قال جحا : لو أنني جمعت الحبات المبذورة من
كل بيت وكل أرض فكم إردبا أجمع؟
قالوا : الكثير.
قال جحا : ولم لا نحرص على نعم الله؟ إنني
أقترح يا إخواني بغرامة على من يفعل ذلك.
قالوا في سرور : وبذلك لا نشكوا من نقص
الحبوب والثمار.
سوف نخبر الحاكم باقتراحك يا جحا.
وفي اليوم التالي ذهب جحا كالمعتاد ليتحطّب،
فرأى السنجاب يجري،
فقال
له جحا : يا لك من حيوان عفريت. كيف تحوّل نفسك إلى قمح؟