قصص أطفال : جُحا وحِمَارُه المُشاغِب
قصص قبل النوم
كان جُحَا يركب حماره، وفي الطّريق راح يَضرِبُه،
فلما رآه الناس قالوا :
مسكين هذا الحمار، إنّه يلقى الويل من جُحَا.
وفي يوم سَمع النّاس صوت الحِمار من داخل بيت
جُحا، فقالُوا :
يا له من رجل قاسٍ .. يضرِب الحمار في وقت
راحته.
وبينما كان جحا يسير بالحمار في السّوق، سمع
الناس يقولون :
هذا هوّ الحمار المسكين، الذي أوقعه حظّه
العاثر عند جحا.
سمع ذلك جُحا، فقال في نفسه :
لابدّ أن أُريهم من هو تعيس الحظ .. أنا أم
الحمار؟ سوف أبيعه الآن.
نزل جحا من فوق حماره، وراح ينادي قائلاً :
الحمار الحمار من يشتريه يا سادة يا كرام،
ويرحمه من جحا الجبّار؟
تجمّع الناس حول جحا، فقال أحدهم :
اعترف جحا أخيراً على نفسه، فالحمار إذن وديع
طيّب .. لو كان معي نقود لاشتريته.
قال آخر : بكم تبيعه يا جحا؟
قال جحا : بأقلّ ثمن .. من يشتري؟
فتقدّم أحدهم من الحمار، ومدّ يده إلى فم
الحمار ليعرف عمره حسب العادة.
وفجأة .. صرخ الرجل متألّماً، فقد عضه الحمار
عضة بالغة، فأمسك بجحا، بينما كانت يده تنزف قائلاً :
لن أتركك يا جُحا إلاّ عند القاضي.
لمّا ذهبا إلى القاضي قال لهُ الرجل :
كان جُحا يبيع حماره فعضّني الحمار وأنا
أعاينه. قال جحا للقاضي :
إنّ الناس أخذت تداعب الحمار قائلين :
إنّه طيب ووديع، ولكن ذلك لم يعجب الحمار.
قال القاضي :
إنك مسئول عن حمارك يا جُحا؛ لأنّك تعلم ما
به من عيوب .. وعليك بدفع عشرين درهماً غرامة فورا. فدفع جحا الغرامة، وأخذ حماره
وعاد به إلى السوق.
وهناك أخذ ينادي :
الحمار الحمار من يشتريه يا سادة يا كرام،
ويرحمه من جحا الجبار.
فتجمع الناس حوله مرة أخرى.
واقترب أحدهم قائلاً :
بكم تبيعه لي يا جحا؟
قال جحا :
لقد دفعت منذ قليل عشرين درهما غرامة من
أجله، فإذا دفعتها لي أعطيته لك.
راح الرجل يتفقد الحمار، فلما أراد أن يمسك
ذيله، رفسه الحمار برجليه الخلفيتين رفسة شديدة أطاحت بالرجل على الأرض.
راح الرجل يصرخ من شدّة الألم، وأمسك بعنق
جحا، الذي راح يستنجد بالحاضرين الذين قالوا :
هذا الحمار لا يشتريه أحد، فهو يعض و يرفس.
قال جحا، بعد أن تخلّص من الرجل :
يا سادة أنا لم أحضره للبيع .. إنما جئت به
ليعلم الناس ما يصيبني منه.