قصص أطفال : جُحا يَعْمَل بالأَمر

 

قصص أطفال : جُحا يَعْمَل بالأَمر



قصص أطفال : جُحا يَعْمَل بالأَمر

قصص قبل النوم

 

جلَس جُحا مع أحد أصدقائه الأثرياء، فقال له الثريّ : أتريد أن تربح مالاً يا جُحا؟

 

قال جُحا الذي كان يعاني ضائقة ماليّة : من يرفض ذلك يكون مجنُوناً،  ولكن ما هو نوع العمل يا صديقي؟

 

قال الثري : لديّ عمل لك في غاية السّهُولة، وفي لحظة يمكنك أن تكتسب ملء هذا الكيس دراهم.

 

قال جحا : لقد زدتني شوقاً لهَذا العمل.

 

قال الثريّ في غضب : أتعرف فلاناً الذي يسكن عند ناصية السوق؟

 

قال جحا : ذلك الرّجل العملاق قويّ البنية الذي يعمل في التجارة؟

قال الثري : هو بالضبط ذلك الرجل العملاق؟

 

قال جحا : وما شأنه في العمل؟

 

قال الثريّ : إنّ هذا الرجل هوّ العمل نَفسه يا جُحا.

 

قال جحا : هل سأعمل عنده؟

 

قال الثري ضاحكاً : لا..ستعمل ضدّه.

 

قال جحا في ضيق : أيّها الصديق..لا أفهم شيئاً؛ فإن أردت أخبرني بالأمر مرّة واحده.

 

قال الثري : هذا الرجل عدوّي؛ فإذا بصقت عليه، أعطيتك كيساً كهذا  مليئاً بالدراهم.

 

وقف جحا قائلاً : هذا أمر بسيط، ثم بصق جُحا على الأرض وقال : هذه على فلان، ثم نظر إلى صديقه الثري وقال : أعطني الدراهم، لقد فعلتها.

 

ضحك الثري قائلا : إذن أعطيني الكيس وسوف تسمع أنني بصقت عليه.

قال الثري : خذ يا جحا، ولكن بشرط.. إن لم تفعل فستردّ لي هذا المال.

قال جحا : اطمئن يا صديقي..

ثم أخذ جحا كيس الدراهم وأسرع خارجاً.

 

وفي اليوم التالي انتظر جحا الرجل في السوق، فلما رآه أسرع إليه جحا وبصق عليه أمام الناس، فأمسك به الرجل وقاده إلى رئيس الشرطة، وكان رئيس الشرطة سيئ السمعة ومرتشيا.

 

وهناك اشتكى الرجل جحا إلى رئيس الشرطة وأخبره عن فعل جحا..

 

فسأل رئيس الشرطة جحا : لماذا فعلت ذلك؟

 

قال جحا : إنّ لديّ فرمانا يجعل لي الحق في ذلك.

 

تعجب رئيس الشرطة مما يسمعه، وقال : أرني الفرمان الذي معك..

فدفع جحا إلى رئيس الشرطة كيسا فيه نصف المبلغ الذي أخذه من صاحبه الثري.

 

وما إن أخذ رئيس الشرطة كيس الدراهم، حتى نظر إلى الشاكي وقال له : حقا لقد أبرز خصمك فرمانا صحيحاً.

قال الرجل في غضب : ماذا تقول يا سيدي رئيس الشرطة؟ فرمانا؛ ليبصق علي؟

 

قال رئيس الشرطة : وله الحق في أن يبصق عليك، وعلى الناس، بل وعلي أنا كذلك..

 


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-