قصص أطفال : جُحَا يُنفّذ وَعدَه
قصص قبل النوم
ذات يوم عادَ جُحا إلى البيت في المساء مُرهقاً بعد يوم شاقّ من العمل في
الجبل، حيث يجمع الحطب ويبيعه في السوق.
وبعد قليل قال جُحا لزوجته في تحايل : ألا تسمعي كلامي، وتُعطينني ما تدّخرينه
من مال؛ لأشتري لي حماراً يعاونني في العمل.
قالت زوجته : أعطيك ما عندي لتشتري به حماراً، وأترك الدار بلا دينار يا
جحا.
قال جحا : يا زوجتي، إنّ الحمار سيجعلني أبذل مَجهوداً أكبراً وأكثراً،
ويعاونني في حمل الحطب من أعلى الجبل إلى السوق، وسآتي لك بمال وفير.
أحضرت زوجته كيس النقود قائلة : خذ هذا كلّ ما أدّخره؛ ولكن لابدّ أن تردّهم
لي يا جحا، وإلاّ فلن تسلم من لساني ومطالبتي لك.
عدّ جحا النقود التي بالكيس فوجدها خمسين ديناراً، فذهب إلى سوق الحمير
ليشتري له حماراً بهذا الثمن.
أخيراً اشترى جحا الحمار، ودفع فيه ثمناً الخمسين ديناراً وعَاد بِه إلى
البيت في سعادة.
وفي صباح اليوم التالي استيقظ جُحَا من النّوم فلم يجد الحمار في مَكانه
بالدار، فأسرع إلى زوجته قائلاً : ألم تري الحمار؟ فقالت له : أضاع الحمار؟
وضاعت الخمسين ديناراً يا جحا؟
أسرع جحا وأخذ يسأل جيرانه.
فقال أحدهم : حمارك أنت يا جحا؟ من أين أتيت به؟ وقال آخر : لابدّ أنك
تمزح.
أخذ جحا يفتّش عن حماره، ويحمد الله شاكراً،
فسألوه : ولماذا تشكر الله؟
قال : أشكره لأنني لم أكن راكباً على الحمار، وإلاّ فلو كنت راكباً لضعت
معه؟
جحا يتوّعد حماره، وأقسم أمام الناس : إنّه ما أن يعثر عليه سيبيعه بأقل
ثمن وليكن ثمنه ديناراً واحداً، والناس في دهشة من ذلك.
وبينما هو عائد إلى داره لمح حماره يمرح في المرعى المجاور، فأسرع نحوه غير
مصدّق أنّه عثر على حماره بعد أن أتعبه البحث الشّديد عنه.
قبض جحا على حماره قائلاً له :
أنا أبحث عنك، وأقلب الدنيا عليك وأنت تأكل وتمرح..
كان الأجدر بك أن تُخبرني، وتستأذن مني.
أحضر جحا لوحة خشبية كبيرة وقال لزوجته :
سأنتقم منك ومن هذا الحمار.
قالت له : ماذا ستفعل يا جحا؟
قال : سأفعل ما وعدت، وأقسمت به أمام الناس.
جلس جحا على الأرض، وقد وضع بجواره لافتة كبيرة ليبيع الحمار كما وعد.
وتجمّع الناس لشراء هذا الحمار بأبخس الأثمان.