قصص أطفال : والله لَن أشتَريك
تقدّم لكم(ن) مدوّنة حكَوَاِتي باقة مُتفرّدة من قصص : قصص أطفال، وقصص قبل النوم، وقصص حب قصيرة، وقصص أطفال للنوم، ناهيك عن قصص واقعية مكتوبة، فضلاً عن قصص الأنبياء.
أراد جحا أن يشتري حماراً فذهب إلى السوق.
وتوقّف عند حمار أعجَبه، وقال لصاحِبه بعد
جدال على الثمن : هذا كلّ ما معي الآن فإمّا أن تبيعني الحمار أو أنصرف لحالي.
وأخيراً وافَق الرّجُل..
ومَشى جُحا يجرّ الحِمار خلفه.. فرآه اثنان
من اللّصُوص، فاتّفقا على سَرقة الحمار.
تسلّل أحدُهما بخفّة وفكّ الحبل من رقبة
الحمار دون أن يشعر جحا بشيء.
وربط رقبته هوّ بالحبل. كلّ ذلك وجحا لا يشعر
بما يجري.
مشى اللصّ خلف جُحا. بينما اختفى اللصّ الآخر
بالحمار.
وكان المارة من الناس يرون ذلك ويتعجبون لهذا
المنظر، ويضحكون..وجحا يتعجب في نفسه ويقول : لعل تعجبهم وضحكهم يرجع ألى
أنهم معجبون بحماري.
ولما وصل جحا إلى البيت التفت خلفه غلى
الحمار فرأى الرجل والحبل في رقبته.
فتعجب من أمره وقال له : من أنت؟
فوقف اللص باكيا وأخذ يمسح دموعه قائلا : يا
سيدي أنا رجل جاهل أغضبت أمي..
قال جحا : ثم ماذا؟
قال اللص : فدعت أمي علي وطلبت من الله أن
يمسخني حماراً، فاستجاب الله دعاءها، ولما رأى أخي الكبير ذلك أراد أن يتخلص مني،
فعرضني في السوق للبيع، وجئت واشتريتني، وببركتك وبفضلك رجعت إنسانا كما كنت...
وأخذ اللص يقبل يد جحا داعيا شاكراً.
فصدقه جحا وأطلقه بعد أن نصحه بأن يطيع أمه
ويطلب منها الصفح والدّعاء..
وفي اليوم التالي توجه جحا إلى السوق ليشتري
حماراً آخرا.. فرأى الحمار نفسه فعرفه.
اقترب جحا من الحمار وهمس في أذنه قائلاً : يظهر
أنك لم تسمع كلامي، وأغضبت أمك ثانية،
والله لن أشتريك أبداً...