قصص أطفال : جُحا وَالسّلطَان الغَاضِب
قصص قبل النوم
جاء إلى جحا بعض أصدقائه يستنجدون به قائلين
: اِلحقنا يا جحا.. لقد أمر السلطان بشنق بعض زملائنا العلماء.
قال جحا في دهشة : كيف يفعل السلطان ذلك؟
وما هي الحكاية؟
قالوا : إنّ السلطان يرسل في طلب كلّ شخص
يقول الناس عنه إنّه عالم أو فيلسوف.
قال جحا مُقاطِعاً : هكذا بدُون سبب؟
قالوا : إنّه يسألهم.. أعادل أنا أم ظالم؟
فإذا قال أحدهم : (إنك عادل يا مولاي) أمر
بقتله، وإذا قال ظالم يأمر بقتله أيضاً.
قال جحا : لابدّ أنّ السلطان مريض، وقد فقد
عقله.
قالوا : لقد جئنا لك لتنقذ زملاءنا من سيف
هذا الجبار قبل أن يفوت الأوان.
ارتدى جحا أفخر ثيابه، وأسرع بالذهاب إلى
القصر لمقابلة السلطان.
فلما رآه السلطان قال في غضب : كيف تأتي إلى
القصر وأنا لم أرسل في طلبك؟
قال جحا : لقد علمت أنك تبعث في طلب العلماء،
والفلاسفة، ولم تبعث لي، فأتيتك لأذكرك بنفسي.
قال السلطان : أتظن نفسك يا جحا أحدهم؟
سوف آمر بقطع رأسك فوراً، ثم راح ينادي حامل
السيف.
قال جحا : أرجو من مولاي قبل أن يقطع رأسي أن
يأمر السياف ألا ينكش شعري؛ لأنني خارج منذ لحظات من عند الحلاق.
ضحك السلطان، وقال : هذه رباطة جأش تحسد
عليها يا جحا لقد عفونا عنك.
قال جحا في سرور : وحيث إن مولاي عفا عني فهل
أطمع في العفو عن أصدقائي.
فكر السلطان قليلاً، وقال : قد أفعل لو أجبت
عن سؤالي قل لي يا جحا : أعادل أنا أم ظالم؟
قال جحا : أنت لست عادلا ولا ظالما؛
فالظالمون نحن وأنتم سيف العدل الذي يقتص من الظالمين
هلل السلطان قائلاً : رائع رائع مدهش يا جحا.
قال جحا : مولاي يسأل وأنا أجيب.
قال السلطان هذا أجمل جواب سمعته.. قل لي يا
جحا لماذا يسير الناس هنا وهناك في الصباح؟
قال جحا : لأنهم لو ذهبوا كلهم إلى جهة واحدة
لاختل توازن الأرض.
ضحك السلطان، وقال : إجابة رائعة يا جحا ولكن
أيهما أكثر فائدة الشمس أم القمر؟
قال جحا : بما أن الشمس تطلع نهارا، والدنيا
نور فهي لا تفيد بينما القمر يبزغ في الليل، وينير الدنيا، ويجعلها كالنهار،
ففائدة القمر أعظم.
ضحك السلطان، وقال : لك ما طلبت يا جحا
لذكائك، وسرعة بديهتك في الرد.