قصص أطفال : جُحَا والمَطر الشّدِيد
قصص قبل النوم
جلس جُحَا يوماً من أيّام الشتاء في نافذة
داره ينظر إلى المطر الشديد في سرور.
فرأى جاره البخيل يعدُو بسُرعة مُتّجهاً إلى
داره مخافة أن تبتل ثيابه.
فناداه جحا قائلاً :
أيها البخيل، لماذا تعدو مسرعاً؟
فقال الرجل :
أفر من المطر يا جاري العزيز.
قال جحا :
واأسفاه عليك. حقا إننا في آخر الزمان. هل
يفر الإنسان من رحمة الله؟
فتأثر الرجل وخجل، وأخذ يمشي الهوينى وجحا
ينظر إليه في سرور.
فلما وصل جحا إلى داره كان قد غسله المطر،
وتبللت ثيابه، وأصيب بالبرد الشديد.
وبعد أيام تصادف أن الرجل كان جالساً في
نافذة داره ينظر إلى المطر الشديد.
وفجأة رأى جحا مسرعاً وقد مسك عمامته ورفع
جبته، فناداه الرجل قائلاً :
أنسيت ما قلته لي؟ هل يفر الإنسان من رحمة
الله؟
توقف جحا
وإنما أنا أسرع؛ لكيلا أدرس الرحمة (المطر) برجلي،
ثم أسرع إلى داره.
ثم بعث الرجل إلى جحا يدعو في داره، فلما ذهب
إليه جحا قال له الرجل :
يعجبني ذكاؤك، ولا يعجبني قولك لي يا بخيل.
قال جحا :
إن قولي على حق فأثبت لي عكس ذلك.
فأسرع الرجل، وقدم إلى جحا عسلا وقشطة،
وقليلا جدا من الخبز.
فلما أكل جحا الخبز أخذ يلعق العسل بإصبعه
لعقاً متواليا،
فقال له البخيل :
إن أكل العسل بلا خبز يحرق القلب.
فأخذ جحا يزيد في اللّعق بسُرعة، ثم قال :
الله يعلم قلب من يحترق يا جاري العزيز.