قصص أطفال : جُحَا اشْتَرَى حِمَاره
قصص قبل النوم
أراد جحا يوماً أن يبيع حماره الهزيل ويشتري
بدلاً منه حماراً أشدّ قُوّة، فذهب به إلى السوق.
وهناك أعطى الدلاّل الحمار ليبيعه له، فأخذ
الدلال الحمار وراح يدور به في السّوق، وينادي بذكر محاسنه.
تزاحم النّاس وتجمّعُوا حول الحمار وهم
يزيدون في السّعر، بينما الدلال يُنادي :
حمار متين واسع الخطى، له من الفوائد الكثير.
قال أحدهم :
أليس هذا هو حمار جحا؟ إنه يريد بيعه لأنه
هزيل.
سمع الناس ذلك وكادوا ينصرفون من حول الدلال.
فخرج من بينهم جحا قائلاً :
يا قوم هذا ليس حماري، بل إنّ به من المزايا
ما يجعلني أشارككم في طلب شرائه.
سمع الناس
ذلك، فعادوا إلى ما كانوا عليه، واشتدت المزايدة بينهم مرة أخرى، بينما
الدلال يصف المزايا الكثيرة للحمار.
وراح جحا يتبارى مع الناس في رفع ثمن الحمار
إلى أن توقفوا، ورسا البيع على جحا.
أخرج جحا كيس نقوده وعدّ للدلال الثمن
الباهظ، وراح بعض الناس يهنئونه على فوزه بالحمار، بينما اختفى الدلال بالثمن.
أمسك جحا الحمار وعاد به إلى بيته حزيناً مهمُوماً،
وجلس مع امرأته يقص عليها نبأ المزايدة.
فقالت :
سأحدثك بأمر أعجب.. لقد ذهبت لشراء بعض
الزبد، فوجدت أن البائع يغالي في ثمن الزبد.
فطلبت منه أن يزن لي رطلين، وفي أثناء ذلك
غافلته ووضعت كيس النقود في الكفة التي بها السنج ليرجع الميزان.
ثم أخذت وعاء الزبد وعدت إلى البيت، تاركة
كيس النقود بالكفة، حتى لا يشعر البائع بأني غافلته.
فسألها جحا : وكم كان سعر رطل الزبد؟
فقالت : بدينار واحد.
قال : وكم كان بكيس النقود؟
قالت : كل ما معى يا جحا.
قال جحا في غيظ :
بارك الله فيك يا زوجتي، أنا بالخارج، وأنت
بالداخل، وبهذا يعمر البيت..
ومن ضحك على الناس أضحك الله الناس عليه.