قصص أطفال : جُحَا يَعرِف الطّريق
قصص قبل النوم
أرادت زوجة جحا بعض الحطب لكي تُوقد ناراً
تطهو عليها الطعام.
فذهب جحا ليحتطب من مكان تكثر به الأشجار.
صعد جحا شجرة كبيرة ليقطع منها غصناً ضخماً
وراح يضربه بفأسه، بينما هو كذلك رآه شيخ كبير كان يمرّ أسفل الشجرة. نظر الشيخ
إلى جحا، فرآه يقف على الغصن الذي يقطعه؛ فقال : يا رجل، ماذا تصنع؟ الآن ستقع،
ولكن جحا لم يعره أذنا صاغية.
بعد قليل سقط الغصن وسقط معه جحا، فراح يصرخ
من الألم، وتذكر ذلك الشيخ، الذي أخبره بسقوطه، قبل أن يقع.
فأسرع خلف الشيخ مناديا : يا شيخنا، يا
شيخنا، أما وقد علمت بسقوطي، فإنك من أهل الكشف، وإنني لمصدقك في كل ما تقوله.
قال الشيخ : يا رجل، إن الغيب لا يعلمه إلا
الله، وأنا لم أدعي شيئا أعرفه، فالعلم عند الله، قال جحا : ولكنك أخبرتني أني
سأقع، فأخبرني عن وقت موتي.
قال الشيخ مستنكراً : أستغفر الله، ثم ذهب
لحاله ولكن جحا تعلق به راجيا، ولم يدعه يمضي في سبيله.
فلما أعيت الشيخ الحيلة، ولم يجد سبيلا
للخلاص من هذه الورطة، قال له : متى حملت حمارك حطباً، ونهق النهقة الأولى.
قال جحا متعجبا : سآموت بعدها على الفور،
قال
الشيخ : لا.. ستخرج نصف روحك كلها.. ثم ذهب الشيخ لحال سبيله.
جمع جحا الحطب فوق حماره، وسار به، فمر
بجوارهما حمار آخر، فنهق حماره، فقال جحا : هذه أول سكرات الموت.
وبعد قليل نهق الحمار مرة أخرى، فانطرح جحا
على الأرض قائلاً : الآن لقد مت، ثم أغمض عينه، وأصبح كالأموات.
فمر به بعض أهل قرية قريبة، فظنوه ميتا،
فأحضروا تابوتا ووضعوه فيه وحملوه، وساروا به نحو البلدة.
وفي الطريق اعترضهم نهر فوقفوا يتشاورون كيف
يجتازون تلك العقبة؟ هل يذهبون من هنا أم من هناك؟
وبينما هم في حيرتهم أخرج جحا رأسه من
التابوت فجأة، وأسرعوا بعيداً في خوف.
فقال لهم جحا وهو يشير بيده : عندما كنت حيا
أمر من هذا الاتجاه، فهو أقرب وأسهل لكم، ومع ذلك احملوني في الاتجاه الذي يرضيكم.