تقدّم لكم(ن) مدوّنة حكَوَاِتي باقة مُتفرّدة من قصص : قصص أطفال، وقصص قبل النوم، وقصص حب قصيرة، وقصص أطفال للنوم، ناهيك عن قصص واقعية مكتوبة، فضلاً عن قصص الأنبياء.
قصص أطفال : جُحَا والبَاذنجان
جُحَا والبَاذنجان
كان جحا يُحبّ الباذنجان، فاشترى منه الكثير،
فأراد البائع أن يضحك من جحا، فبعث بأخيه؛ ليسرق منه الباذنجان، فلما ذهب جحا إلى
البيت وضع الباذنجان في مخزن مظلم.
قالت الزوجة : أين الباذنجان يا جحا؟
قال جحا : وضعته في مخزن البيت..
قالت الزوجة : إنّ المخزن مُظلم، فاذهب أنت،
وآتِ لي ببعضه.
فذهب جحا إلى المخزن، وتصادف في ذلك الوقت أن
دخل اللص البيت؛ لسرقة الباذنجان، فلمّا شعر باقتراب جحا هرب إلى المخزن؛ ليختبئ
به.
فلما دخل جحا المخزن، وأقبل؛ ليتناول
الباذنجان، وبعد أن تناول بعضه لمست يده اللص.
فأمسك به، وجره، وسأله :
من أنت؟
فقال اللص : أنا الباذنجان، فتعجب جحا، وذهب
إلى زوجته، وقال لها :
اُنظري إلى غش البائعين.
قالت الزوجة في دهشة : ماذا تقصد يا جحا؟
قال جحا :
لا أعرف كيف وزن البائع هذا الرجل على أنه
باذنجان.
قالت الزوجة : وكيف أتيت به إلى هنا؟
قال جحا : كنت أقول في الطريق :
يا ترى ما الشيء الثقيل في الحمولة؟ لا بد أن
أعيده إلى بائعه.
أخذ جحا اللص، وذهب به إلى بائع الباذنجان
وقال له :
ألا تخشى الله؟ كيف تبيع لي هذا الرجل على
أنه باذنجان؟
قال البائع وهو يجذب أخاه نحوه في صوت خافت :
ماذا جرى؟
قال اللص : لقد اكتشف جحا مكاني، فقلت له أنا
الباذنجان.
ثم صاح البائع بصوت عال قائلا لأخيه :
ألم أقل لك اِجلس مع اللفت، ثم اعتذر البائع
لجحا، وأعطى له باذنجانة بدلاً من اللص.
صرخ جحا في وجه البائع مطالبا أن يزن الرجل،
ويأخذ وزانه باذنجانا، هكذا يكون الحق، فتجمع المارة؛ ليروا ما يحدث.
قام البائع يزن اللص وهو يخفي غضبه، ثم أعطى
جحا وزنه باذنجانا، فأخذها جحا في سرور.
وفي أثناء عودته إلى البيت، دخلت في رجله
شوكة، فآلمته، فلما ذهب إلى بيته أخرجها وهو يقول الحمد لله، الحمد لله.
قالت زوجته :
ماذا جرى يا جحا؟ أراك عدت بكثير من الباذنجان
ورجلك تنزف دما على أي شيء تحمد الله؟
قال جحا : أحمده على أني لم أكن لابساً حذائي
الجديد، وإلا خرمته الشوكة.