قصص أطفال : جُحَا والحمار الخشبي
جُحَا والحمار الخشبي
عاد جحا إلى بيته
فرحاً، ومعه حمار صغير،
وقال لزوجته : لقد
اشتريته بدراهم قليلة، وسأطعمه وأسقيه؛ حتى يصير حماراً كبيراً قويّاً.
قالت زوجته : إياك
أن تطلب مني تنظيف حظيرته، فيكفي أن أنهض بأعمال البيت.
قال لها : لن أطلب
منك شيئاً، وأخذ الحمار إلى حظيرته.
أخذ جحا يعنى
بحماره : يطعمه، ويسقيه، وينظفه، ولا يتعبه في أي عمل؛ حتى كبر الحمار، وصار ضخماً
قويا.
وذات يوم خرج جحا
ومعه حماره، فرآه أصدقاؤه،
فقالوا : كيف حصلت
على هذا الحمار القوي؟
قال جحا في دهشة :
وما الغرابة في ذلك؟
أليس هو حمار
كباقي الحمير؟
قالوا : إنه أكبر
من الحمار العادي، وأصغر من الحصان.
فكر جحا قليلا،
وقال لهم : كان عندي حماران صغيران، ذهبت بهما إلى النجار، وطلبت منه أن يصنع لي
حماراً كبيراً منهما.
قالوا : أصنع لك
النجار هذا الحمار؟
قال جحا : نعم،
وإياكم أن تفعلوا مثل ما فعلت. وأخذ حماره وانصرف.
صدق أحد الأصدقاء
كلام جحا، وأسرع إلى بيته، وأخذ حمارين صغيرين، وأسرع بهما إلى النجار.
وقال للنجار : يا
صديقي النجار، خذ هذين الحمارين، واصنع لي منهما حماراً كبيراً قويا.
سأله النجار : ومن
أوحى إليك بهذه الفكرة؟
قال الرجل : جحا
هو الذي أخبرني بذلك، وقد رأيت الحمار الذي صنعته له، فأعجبني.
ضحك النجار، وفهم
أن جحا أراد أن يمزح مع هذا الساذج.
قال النجار للرجل
: اترك الحمارين؛ لأصنع لك منهما الحمار الذي تريده، وعد إلي بعد عشرة أيام.
قال الرجل في سرور
: حسناً، وليكن يا أخي حمارا كبيرا.
وذهب الرجل إلى
بيته، وترك الحمارين عند النجار.
وفي اليوم التالي
باع النجار أحد الحمارين، واشترى بثمنه فولاً، وشعيرا، وبرسيما.
وصار النجار يطعم
الحمار، ويعنى به ولا يتعبه في أي عمل، حتى صار الحمار كبيرا قويا، كحمار جحا.
وعندما عاد الرجل
بعد عشرة أيام قدم له النجار حمارا كبيرا.
فرح الرجل
بالحمار، وسأله : ألم يتبق من الحمارين شيء؟
قال النجار : إن
حماريك لم يكفيا لصنع هذا الحمار الذي معك، فاضطررت أن أصنع رأسه من عندي.
دفع الرجل أتعاب
النجار وأجره وأخذ الحمار، وذهب راضيا مسرورا.