قصص أطفال : جحا أصاب الهدف
جحا أصاب الهدف
خرج جحا من بيته،
ليشتغل في أعمال الحفر، فلمّا عاد قالت له زوجته : اِخلع قفطانك يا جحا؛ لأنظفه لك
من الأتربة .
ولما خلع جحا
قفطانه، أخذته زوجته وأخذت تغسله، ثم نشرته على حبل في حديقة البيت.
نام جحا من تعب
العمل، وفي الليل كانت الرياح شديدة، وصارت تهز الأشجار، وتفتح الأبواب، وتغلقها
محدثة أصواتا مزعجة.
قفز جحا من فراشه
مذعورا، وأيقظ زوجته، وقال : هناك لص يحاول التسلل إلى داخل البيت، أين بندقيتي يا
زوجتي؟
قالت : انتظر
قليلا، حتى نتأكد.
قال : ألا تسمعين؟
إنه يحاول كسر الأبواب، هيا، أسرعي، هاتي البندقية.
فلما أحضرت زوجته
البندقية أخذها جحا،
وقال : أريد أن
أراه قبل أن يراني؛ حتى لا يؤذيني قبل أن أصيبه، أو يهرب.
قالت زوجته هامسة
: تحرك يا جحا في بطء حتى النافذة، ثم افتحها في هدوء، وانظر في الحديقة، فإذا
رأيته، فأطلق عليه النار يا جحا.
قال جحا : حسن،
ولكن كوني خلفي لحمايتي، ثم تحرك جحا نحو النافذة المطلة، وفتحها في هدوء، وراح
ينظر في كل اتجاه.
ولما كان الظلام
شديدا لاحظ جحا جسما كبيرا وسط الظلام، يتمايل، ويتحرك أمامه، فقال لزوجته هامسا :
أخيرا رأيته، يا
للمصيبة. إنه ضخم الجسم، قوي البنية.
قالت زوجته : هيا
يا جحا، أطلق عليه النار. ماذا تنتظر؟ هيا قبل أن يهرب.
أخرج جحا بندقيته
من النافذة،وصار يضبط نفسه.
أطلق جحا الرصاص
على الجسم الذي يراه وسط الظلام، ثم قال فرحا : لقد أصبته، إنه لم يتحرك، ولم
يهرب. هيا نعد إلى النوم، وفي الصباح نراه.
وعاد جحا وزوجته
إلى الفراش، فقالت الزوجة : أمتأكد أنت أنك أصبت؟ قال : أتشكين في رؤيتي؟
قالت : كلا، ولكن
الظلام شديد.
قال : ستتأكدين من
ذلك صباح غد إن شاء الله.
وفي الصباح نهض
جحا من نومه، وذهب إلى الحديقة مسرعا، وخلفه زوجته، فرأى القفطان، وقد مزقه
الرصاص.
شكر جحا ربه،
وحمده على رحمته فتعجبت زوجته، ودهشت، وسألته: لم كل هذا الشكر يا جحا؟
قال لها : اصمتي.
ألا ترين أن الرصاص قد خرق القفطان، ولو كنت بداخله لمت قتيلاً؟
الحمد الله، لقد
قتل الرصاص قفطاني ولم يقتلني أنا.