قصص أطفال : جُحَا وقربة الماء
جُحَا وقربة الماء
خرج جحا من بيته مُبكّراً،
مُسَافِراً إلى بلدة مجاورة لبلدته، وكان عليه أن يسلك طريق الصحراء للوصول إليها.
وقف جحا على أوّل
الطريق حاملاً طعامه وشرابه، ينتظر وسيلة من وسائل المواصلات، لتنقله إلى غايته
بسرعة، بدلا من المشي، الذي يستغرق ساعات.
فلما طال انتظاره
قرر السفر مشيا على الأقدام، وفي الطريق جاع، فجلس في ظل شجرة، وأكل وشرب.
أكمل جحا سيره
وكانت الشمس شديدة الحرارة مما جعله يستهلك كل ما معه من الماء، وعلى ما بقى معه من
الطعام.
واشتد به العطش،
فراح يبحث جاهدا عن ماء في الطريق، يطفئ ظمأه.
رأى جحا بعد جهد
خيمة أعرابي، فاقترب منها وسأل الأعرابي عن ماء.
قال الأعرابي وكان
بخيلا : إن بئر الماء بعيدة، وأشار إلى جهتها.
قال جحا : ألا
يوجد بالخيمة ماء؟
قال الأعرابي :
عندي قربة ماء، فقال له جحا : أتبيعها؟
قال الأعرابي :
أبيعها، فقدم له جحا دراهما ثمنا لها، فرفض الأعرابي الثمن.
قال جحا : خد
درهمين ثمنا لها. فرفض الأعرابي هذا الثمن أيضا، فزادها جحا إلى ثلاثة، ثم إلى
أربعة، فوافق الأعرابي على خمسة دراهم.
دفع جحا إلى الأعرابي،
وقال : هاته، فقدمه له جحا، وكان الطعام كثير الدسم، فراح الأعرابي يأكل بشراهة،
وجحا جالس ينظر إليه.
ولما امتلأت معدة
الأعرابي بالطعام شعر بالعطش الشديد، فطلب من جحا شربه ماء.
ضحك جحا، وقال :
شربة الماء بخمسة دراهم، فما قولك؟
نظر الأعرابي إلى
جحا في غيظ وقال : أعطيتك قربة بخمسة دراهم، وتريد أن تعطيني شربة ماء بخمسة
دراهم؟
قال جحا : الكريم
يكرم، وأنت لم تكن كريما معي، وقام، وسار في طريقه، فأسرع خلفه الأعرابي، وقد اشتد
به العطش.
اضطر الأعرابي أن
يأخذ شربة الماء، بخمسة دراهم.
وبذلك استرد جحا
دراهمه، وبقي معه ماء، كفاه حتى وصل إلى البلدة.