قصص أطفال : جحا يشهد الحق
جحا يشهد الحق
جاء صديق إلى جحا،
فرحب به.
قال الصديق : إنني
أتيت، وأنا في أشد الحاجة إليك.
قال جحا : هل تمر
بضائقة مالية يا صديقي؟
قال الصديق : لا
يا صديقي العزيز، لا حاجة لي في المال فالمال عندي كثير، ولكنني في حاجة إليك
كشاهد لتشهد في صالحي.
قال جحا : شاهد؟
شاهد على ماذا؟
قال الصديق : أريد
منك أن تذهب معي إلى القاضي، وتشهد أني أعطيت فلانا مائة إردب قمحا دينا عليه.
قال جحا : ولكنني
لم أشاهدك تعطي فلانا هذا القمح.
قال صديق جحا :
أعلم ذلك، ولكنك صديقي، وتحب لي الخير.
قال جحا : أي خير
هذا؟ إنك تطلب مني المستحيل.
قال الصديق في حزن
: ليتني ما أتيت إليك؛ كنت أعتقد أنك أقرب أصدقائي إلى وأفضلهم، ليتني ما قلت لك.
قال جحا : لا تحزن
يا صديقي، ويمكنك أن تعثر على شاهد آخر يشهد لصالحك، ولو كنت قد رأيت ذلك ما تخلفت
عن الشهادة.
قال الرجل في خبث
: ما رأيك إذا كنت سأعطيك مقابل شهادتك هذه ثلاثين دينارا فماذا تقول؟ وما رأيك؟
فكر جحا قليلا، ثم
نظر إلى الصديق في سرور، وقال : ثلاثون دينارا مقابل شهادة بسيطة كهذه لا ترفض،
واعتبرني شاهدك.
فرح الرجل، وقدم
المبلغ الذي حدده، إلى جحا، وقال له: غدا سأمر عليك في الصباح؛ لنذهب معا عند القاضي.
وفي اليوم التالي
جاء الرجل إلى جحا، وفي الطريق إلى القاضي،
قال الرجل : لا تنس يا جحا، مائة إردب قمحا
أخذها المدين مني يوم السبت الماضي في حضورك أنت.
وحين مثل الرجل
أمام القاضي ادعى أنه أعطى فلانا هذا مائة إردب قمحا. ولكن فلانا هذا أنكر ذلك.
قال القاضي للرجل:
هل لديك شهود على ما تدعيه؟
قال الرجل في ثقة
: نعم إن الشاهد هو جحا، وهو أهل الثقة.
نظر القاضي
للحاضرين، وقال : أين جحا، فجاء إليه جحا، فقال له القاضي : أتشهد بذلك؟
قال جحا : أتشهد
يا سيدي القاضي أن هذا الرجل يداين هذا الشخص بمائة إردب شعيرا.
قال القاضي : إنه
يدعي قمحا، وأنت تشهد بأنه شعير؟
قال الرجل الشاكي
: يا جحا إنه قمح، فقال جحا : لا يا أخي إنه شعير.
قال القاضي : ما
معنى ذلك يا جحا؟
قال جحا : مادامت
شكوى هذا الرجل كذب، فالشهادة لا بد أن تكون زورا في زور، فالقمح والشعير يستويان.
فحكم القاضي بحبس الشاكي.