قصص أطفال : جُحَا فَارِس الفُرسَان
جُحَا فَارِس الفُرسَان
خرج جحا يوماً من
بيته، حاملاً سيفاً؛ وراح يمشي في شوارع البلدة، في زهو، وإعجاب. ورآه أهل البلدة،
فتعجبوا من ذلك.
قال أحدهم : يا جحا،
ما هذا؟ أصرت فارسا؟
وقال آخر : ما
أجمل هذا السيف. إن له بريقا أخاذا. من أين أتيت به يا جحا.
قال جحا في اعتزاز
وفخر : ألا تعلمون أن جدي كان كبير الفرسان؟ لقد ترك لي هذا السيف البتار.
فقال الثالث : إن من يحمل هذا السيف لابد أن
يعلم كيف يستعمله.
أخرج جحا السيف من
جرابه، وأخذ يحركه في الهواء، وهو يقول : لقد علمني جدي منذ صغري كيفية استعماله،
وإني لجدير بحمله، والمبارزة به.
قال أحدهم ساخرا :
لقد فات زمن السيف، وصار زمن البندقية، فهي أسرع وأفضل.
قال جحا في تحد :
عندي أيضا بندقية، فإذا حملتها مع السيف هرب من أمامي كبير الشجعان، وبطل الأبطال.
ضحك الحاضرون،
وقالوا : نحمد الله أن بيننا فارس الفرسان، فلن نخاف لصا، أو أفاقا، أو معتديا.
قال جحا في ثقة :
عند الشدائد يظهر الرجال.
وفي يوم أسرع
الناس في فزع إلى بيت جحا، قالوا : إن هناك رجلا يرابط على مشارف البلدة، ويسلب
الناس أموالهم، فخلصنا منه يا جحا.
قال جحا : ألا
تعرفونه؟ قالوا : لا.
قال : وماذا يحمل
من سلاح؟
قالوا : يحمل في
يده هراوة.
قال جحا، وهو
يبتسم : الأمر هين سهل.
فخرج جحا من بيته،
وفي يده سيف، وفي الأخرى بندقيه، وركب حماره، وسار به إلى خارج البلدة.
وقف أهل البلدة في
ترقب ينتظرون عودة جحا.
وحين وصل جحا إلى
الرجل الذي يحمل الهراوة حار في السلاح الذي يستعمله ضده.
قال له الرجل
آمرا: انزل من فوق الحمار. فنزل جحا، فأخذ الرجل السيف منه، ثم أخذ البندقية، وطلب
منه أن يخلع ثيابه، ففعل. وسلب الرجل كل شيء مع جحا.
وعاد جحا إلى
البلدة في تلك الحال، فتعجب الناس من ذلك، وقالوا : ما هذا يا جحا؟
فقص عليهم جحا كل
ما جرى.
قالوا لجحا : هل
يسلب ماش بيده هراوة راكبا معه سيف وبندقية؟
قال جحا : إحدى
يدي كانت مشغولة بالسيف، والأخرى مشغولة بالبندقية. أكنت بالله عليكم أضربه
بأسناني؟
قالوا : هكذا أضعت
كل شىء، وكنا نعتقد أنك فارس الفرسان.
قال لهم :
اطمئنوا، لقد أحرقت قلبه.
فقالوا له : كيف
أحرقت قلبه؟
قال : حين صار
بعيدا عني بمسافة ميل دعوت عليه بكل دعاء، يرجو من الله، الانتقام منه.