قصص أطفال : جحا والمرآة

 

qisas 'atfal



قصص أطفال : جحا والمرآة

 جحا والمرآة



في أحد البلدان كان يعيش رجل ثري جدا، أعطاه الله المال الوفير.. ولكن الثري كان بخيلاً، لا يحسن على الفقراء والمحتاجين.

 

فابتعد عنه الناس وقاطعوه، فعاش وحيداً حزيناً؛ لأنّه يحب المال ويكنزه.

 

وفي يوم جاء جحا إلى هذا البلد في زيارة.

 

فعلم جحا من أهل البلدة قصة الثري البخيل، فذهب إلى قصر البخيل وطرق بابه قائلا :

أيها الثري أنا جحا قد أتيت لزيارتك..

 

فتح الثري باب قصره وقال :

مرحبا، إنه ليوم جميل أن يأتي إلينا رجل  عرف عنه سعة العلم والمعرفة، ليت أهل البلدة يعلمون بزيارتك لي يا جحا..

 

فقال جحا : وما الفائدة في ذلك؟

 

قال الثري :

إنهم يقاطعونني، وهذه أول مرة أتحدث إلى إنسان منذ زمن؛ فتجدني في غاية السعادة.

 

قال جحا : أيها المسكين، ألا تعرف السبب؟

قال الثري : وكيف أعرف وأنا هنا في قصري.

 

قال جحا : لقد أتيت من أجل ذلك.

أجلس الثري جحا وقال له : أعلم أنك أتيت مسافرا ولابد أنك جائع، فهل أحضر لك طعاما أم شرابا؟

قال جحا : إن كان هناك طعام فآت بقليل منه، فإن لم يكن فأت بشراب يعينني على تحمل الجوع.

 

فأسرع الثري وأحضر إبريق الماء.

 

فجذبه جحا من ذراعه وقاده إلى نافذة الغرفة وقال له :

اُنظر خلف الزجاج، وقل لي : ماذا ترى؟

 

نظر الثري وقال : ما هذا يا جحا؟ لا أرى غير الطرقات وفيها الناس.. وكثيرا ما أقف هنا وأنظر فلا أرى غير ذلك.

 

فجذبه جحا من ذراعه إلى المرآة المعلقة على الحائط، وقال له:

انظر إليها وقل لي : ماذا ترى؟

 

تعجب الثري من طلب جحا، فنظر إلى المرآة عدة مرات، ثم قال : ماهذا يا جحا ..

 

إنني لا أرى غير نفسي، وهذا ما يحدث كلما نظرت إليها فلا أجد غير نفسي.

 

فقال جحا : حسن أتدري ما الفرق بين زجاج النافذة، وزجاج المرآة؟

 

فقال الثري : زجاج النافذة شفاف ترى من خلفه الناس.

 

فقال جحا : والمرآة؟

 

قال الثري : المرآة لا يرى فيها المرء غير نفسه؛ لأنها مغطاة بغشاء رقيق من الفضة ..

 

فقال جحا : انزع غشاء المادة لأنه يطمس بصيرتك، وسوف ترى الناس ويرونك، وتحبهم ويحبونك.

 

فقال الثري في سرور : يا لك من فيلسوف يا جحا .. أخيرا اتضح لي الأمر.. ثم تركه جحا ومضى.

 

فقال الثري :

خذ يا جحا الشراب، ألن تشرب الماء.

فقال جحا : كلا، احفظه لك فقد تجوع مثلي.

 

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-