قصص أطفال : جُحَا يُجَوّع نفسَه

 

قصص أطفال : جُحَا يُجَوّع نفسَه



قصص أطفال : جُحَا يُجَوّع نفسَه

 جُحَا يُجَوّع نفسَه



 

التقى جُحَا مع كبير التجّار الغني، فقال له الغني :

نريد يا جحا أن نؤكد ما بيننا من المودة والصداقة، فنأكل معا عيشا وملحا.

 

قال جحا في سرور : لا مانع عندي، فذلك مما يشرفني ويسعدني. ويقوي ما بيننا من صداقة، فمرحبا بك عندي.

قال كبير التجار : لا يا جحا، بل عندي أنا وغدا تأتي إلى بيتي؛ لنتغذى معا.

 

وافق جحا، وودع كل منها الآخر في مودة.

 

و في صباح اليوم التالي أحضرت زوجة جحا طعام الإفطار له، فقال لها : اعذريني يا زوجتي، فلن أفطر اليوم.

قالت زوجته : ولم لا تفطر كالعادة يا جحا؟

قال جحا في سرور : إنني سوف أتغذى اليوم عند كبير التجار، وأغناهم مالا.

 

قالت زوجته : هكذا تتغذى عند كبير التجار؟ ألم يقل لك : أحضر معك زوجتك؟ لعلك تريد أن تحظى بالطعام وحدك.

 قال جحا : نسيت أن أخبره عنك، ولكن إن شاء الله في المرة القادمة حتما ستكونين معي؛ ولذلك لا أريد أن أتناول أي طعام، حتى هذا الموعد.

قالت زوجته : وهل ستصبر على الجوع؟

 

قال جحا : نعم، حتى أستطيع أن ألتهم أشهى الأطعمة، التي ستقدم لي عند هذا الصديق الغني.

خرج جحا إلى العمل كعادته، ولكن عاد مبكرا؛ حتى يعد نفسه لهذه الوجبه الكبيرة، وقد اشتد جوعه.

وحينما ذهب إلى صديقه الغني، استقبله أحسن استقبال، ودعاه إلى مائدة الطعام حتى يحضر له الطعام.

 

وبعد قليل جاء الغني، ووضع أمام جحا عيشا وملحا.

 

دهش جحا، ولكنه ظل ينتظر باقي الطعام، وقد تجاهل العيش والملح.

وجلس الغني على المائدة مع جحا، وهو يمد يده إلى العيش والملح، قائلا :

هيا، مد يدك، وكل معي عيشا، وملحا.

وكان جحا في أشد حالات الجوع، فأقبل يأكل العيش والملح.

وأكل جحا كثيرا، ليسد جوعته. فقال له الغني :

أراك، تقبل على الأكل، وتأكل كثيرا، لعل شهيتك مفتوحة، من لذة الطعام، كل يا صديقي، ولا تخجل.

 

كان جحا يكظم غيظه، ولا يدري ماذا يقول لهذا الغني البخيل.

وفي ذلك الوقت مر بالبيت شحاذ، وقال لصاحب البيت : أعطني مما أعطاك الله.

قال الغني صاحب البيت : اذهب من هنا وإلا كسرت رأسك.

لم ينصرف الشحاذ، فقال له جحا : أرجوك أن تنصرف حالا، فإن هذا الرجل إذا قال فعل.

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-