قصص أطفال : جُحَا أيضاً أحمق
جُحَا أيضاً أحمق
استطاع جحا أن
يجمع بعض الدراهم بصعُوبة؛ لكي يعمل في التجارة، فسأل زوجته فيم يتاجر ليدر عليه
ربحاً؟
قالت زوجته : ما
رأيُك يا جحا في أن تعمل في تجارة العسل.
قال جحا في سرور :
إنّها فكرة لا بأس بها.. سأذهب وأشتري قدرين منه وأبيعها.
ذهب جحا إلى بائع
العسل، واشترى قدرين حملها فوق حماره، وراح ينادي على العسل في الطرقات ليبيعه.
وفي الطريق كان
أحمقان يمشيان، قال أحدهما للآخر :
ماذا تتمنى من
الدنيا؟
قال الآخر : أتمنى
أن يكون لي قطيع كبير من الغنم، ثم قال : وأنت ماذا تتمنى؟
قال الآخر : أتمنى
أن يكون لي قطيع كبير من الذئاب يأكل غنمك.. فغضب منه متمني الغنم، وقال له كلاماً
جارحا.
ثم اشتبكا في عراك
بالأيدي وراح كل منهما يضرب الآخر، فلما رآها جحا سألهما عن السبب؟ فحكيا له
القصة.
فلما سمع جحا
منهما القصة تعجب، ثم أنزل قدري العسل وسكبهما على الأرض؛
قائلا : جعل الله دمي يسيل مثل هذا العسل إن لم
تكونا أحمقين.
فقال أحدهما في
غضب : وماذا عن أذني؟
لقد عضها.
فقال الثاني :
كلا.. لم أفعل ذلك، بل هو عض أذن نفسه.
فحار جحا، من
يصدق؟ ومن يكذب؟
فقال لهما : اصبر
لحظة حتى أجيء إليكما، ثم أسرع نحو بيته.
فلما دخل جحا
البيت سألته زوجته عن سبب عودته مسرعا،
فقال لها : اصبري
حتى أنتهي من أمر هذين الأحمقين.
دخل جحا حجرته
وأغلق عليه بابها، وراح يجرب، هل يستطيع أن يعض أذن نفسه أم لا؟
كان جحا يجر أذنه
إلى جانب فمه ويثني رقبته ويفتح فمه ناحيتها دون جدوى، واستمر في محاولته هذه
كثيرا، إلى أن فقد توازنه ووقع وقعة شديدة.
نهض جحا وهو يتحسس
رأسه فوجدها قد شجت ونزفت دما، فعاد إليهما وهو يتألم، فسألاه عن السبب.
فقال لهما جحا :
لقد تأكدت تماما أنه لا يستطيع أحد أن يعض أذن نفسه، ولكن يمكنه أن يشج رأسه كما
ترون.
فلما عاد إلى
البيت سألته زوجته عن العسل، فقال لها : كان هناك أحمقان، فأضعت العسل وشججت رأسي
لأصبح ثالثهما.