قصص أطفال : جحا يكشف الحقيقة

 


قصص أطفال : جحا يكشف الحقيقة


قصص أطفال : جحا يكشف الحقيقة

 جحا يكشف الحقيقة



كان وجهاء البلدة وأثرياؤها يجتمعون في مجلس لبحث بعض الشئون التي تهم البلدة، وحضر جحا المجلس.

 

وبعد أن انتهى المجتمعون من بحث ما يريدون، راحوا يتحدثون، ويتسامرون.

 

فجأة قال أحد الوجهاء : ألا تدرون أن أحد العظماء، وأوسعهم علما بيننا؟

نظر الجميع نحو ذلك الشخص الذي يشير إليه الوجيه.

قالوا : إنه جحا

قال الوجيه : إنني يا سادة لا أتمتع بالعلم والمعرفة وحسن الحديث إلا وأنا معه، فأنا أستمد ذلك منه.

قال جحا في خجل : إن ذلك لكثير يا صاحب الفخامة.

قال الرجل : ليس ذلك كثيرا عليك يا جحا، فإنك شخصية بارزة ليتك تشرفنا بلقائك، وتمتعنا بأحاديثك.

سر جحا بتلك الكلمات، وذلك الإعجاب، والمجاملة، والتف الجميع حول جحا يحادثونه ويستمعون إليه، وتعلو ضحكاتهم بين الحين والحين.

 

وحين أراد الوجيه الرحيل، ودع الحاضرين.

وقال : أما أنت يا سيد جحا، فلا أريد أن أتركك، لولا بعض مشاغلي، فأرجو أن تزورني يوما ما.

 

وعده جحا بالزيارة، وعندما عاد جحا إلى بيته أخبر زوجته بأمر هذا الوجيه، الذي يظهر إعجابه به، فقالت : لا تقلل من شأنك يا جحا أنت تستحق أكثر من ذلك.

وفي يوم من الأيام أراد جحا أن يزور الوجيه، فارتدى أفخر ثيابه، وقال لزوجته : أيستدعي الأمر أن آخذ معي هدية للرجل؟

قالت الزوجة : أليست هذه أول زيارة لبيته؟

قال جحا : بلى،

قالت : خذ معك بعض الفاكهة.

اشترى جحا بعض الفاكهة، وذهب إلى بيت الوجيه.

 

وحين وصل جحا إلى البيت كان الوجيه ينظر من النافذة، فلما رأى جحا مقبلا أسرع بالانسحاب إلى الداخل.

طرق جحا الباب، فسمع من يقول له : من بالخارج؟

قال جحا : إذا لم يكن لدى الأفندي مانع، فإني جئت لزيارته.

سمع جحا من يقول له : إن الأفندي قد خرج منذ برهة، وسيأسف كثيرا حينما يعلم بتشريفك في غيابه.

 

اغتاظ جحا من ذلك، وقال في نفسه : عجبا لهؤلاء الذين يتظاهرون بالود والاحترام للناس، ولا نعرف حقيقتهم.

ثم قال بصوت عال : حسن جدا، ولكن قولوا للأفندي إذا خرج من الدار مرة أخرى ألا ينسى رأسه في النافذة؛ لئلا يظنه الناس في البيت، ويتهموه بسوء السلوك.

 

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-