قصص أطفال : جُحَا يُضحِك المَلك
جُحَا يُضحِك المَلك
علم الملك أنّه
يوجد رجل يلقي النوادر، وأنه واسع الحيلة.
سأل الملك وزيره
عنه.
قال الوزير : إنه
جحا يا مولاي.
قال الملك :
أرسلوا في طلبه.
وعندما جاء جحا إلى
القصر، حذره الوزير من الملك؛ لأنه يهوى قطع الرقاب.
وعندما دخل جحا
إلى الملك، حياه في أدب وتواضع، وفاجأه الملك بقوله :
هل تستطيع أن
تضحكني بطرائفك ونوادرك؟
قال جحا : هذا
يتوقف على إجادتي اختيار النوادر التي تضحك مولاي.
قال الملك : حسنا،
وإذا لم تضحكني قطعت رقبتك؛ لأنني أبحث عمن يدخل السرور على نفسي، ويزيل ما أشعر
به من حزن.
أخذ جحا يتخير
أفضل ما عنده من الطرائف والنوادر، ويلقيها على مسامع الملك، والملك عابس لا
يبتسم.
خاف جحا على
رقبته، وراح يضطرب في وقفته، ويتلعثم في كلامه أمام الملك، وقد أتى على كل ما عنده
من النوادر، والملك كالحجر الأصم، لا يبتسم ولا يضحك.
وفي غضب قال الملك
لجحا :
إنك لم تضحكني،
فهل جئت لتسخر مني؟ سوف آمر بقطع رقبتك فورا.
عنذئذ قال جحا :
إنني لم أنته بعد
يا مولاي، فانتظر قليلا.
ثم أخذ يكمل
طرائفه ونوادره وهو يضحك.
فقال الملك :
لماذا تضحك يا جحا؟
قال جحا : إن ما
أقوله يضحك ويدخل السرور على نفسي.
ولكن الملك كان
مصمما على قطع رقبة جحا، وأصدر أمره إلى السياف بقطع رقبة جحا فورا.
عنذئذ أخذ جحا
يستعطف الملك، قائلا له : هل يرضيك أن أموت وأنا عطشان، وقد جف حلقي من العطش؟
أمر الملك بأن يؤتي لجحا بقدح من الماء، ليشربه، فجيء
بالماء وقدم إلى جحا.
أخذ جحا قدح
الماء، وقال الملك :
إنني غير مطمئن،
لأنني أخاف أن ينفذ السياف أمرك، قبل أن أشرب الماء، فأموت قبل أن أروى ظمئي.
قال الملك في غيظ
: لن تقتل قبل شربك الماء.
قال جحا : أتعدني
بشرفك و شرف آبائك وأجدادك، بأن أقتل إلا بعد شربي هذا الماء؟
قال الملك وهو مغتاظ
لأنه يريد أن ينتهي من أمر
جحا : أيها الملعون لن تقتل إلا بعد شربك هذا
الماء.
نظر جحا إلى من
حوله من الوزراء، والنبلاء، وأشهدهم على قول الملك.
وعندئذ ألقى جحا
بقدح الماء على الأرض، فتحطم، وانسكب ما فيه من الماء ولم يعد في الإمكان أن يشرب
جحا الماء.
والتفت جحا إلى
الملك قائلا :
إنني أطالبك
بالوفاء بوعدك وعهدك يا مولاي. فقد وعدتني
بعدم قتلي؛ حتى أشرب هذا الماء، ولكنني لم أشربه.
ضحك الملك لحيلة
جحا وذكائه، وعفا عنه.