قصص أطفال : جُحَا والعِلم بالشّيء

 

qisas 'atfal



قصص أطفال : جُحَا والعِلم بالشّيء

 جُحَا والعِلم بالشّيء



 

خرج جحا من بيته لشراء بعض الطعام، فلقيه جاره الذي يحمل رسالة، ويبحث عمن يقرؤها له.

 

قال الجار : الحمد لله على أني رأيتك يا جحا، لقد وصلني هذا الخطاب من أحد أصدقائي فاقرأه لي، وفهّمني معناه.

 

تناول جحا الخطاب وراح يقلّبه بين يديه، فوجده مكتوباً بلُغة لا يعرفها، فردّه إلى جاره قائلاً : ليقرأه لك أحد غيري.

 

ولكن الجار أصرّ على أن يقرأه جحا.

فقال له جحا : إن أفكاري مضطربة، ثم إن هذه الكتابة لا أعرفها، ولو كانت باللغة العربية، ما استطعت أن أقرأها لك وأنا في هذه الحال.

 

غضب الرجل من جحا وقال : إذا كنت لا تعرف القراءة فلماذا تضع فوق رأسك هذه العمامة الكبيرة، وتلبس هذه الجبة؛ لتصبح كالشيوخ أصحاب العلم؟

 

غضب جحا من الرجل وخلع عمامته وجبته، ورمى بهما على الرّجل قائلاً : إذا كانت القراءة بالعمامة والجبة فخذ والبسهما، واِقرأ لنا سطرين.

 

فعل ذلك جحا واستمر في طريقه لشراء الطعام، فرآه صديق فسأله :  أين ملابسك يا جحا؟

 

فقال له : أهديتها لرجل لا يعلم شيئاً.

 

فسأله الصديق : وإلى أين أنت ذاهب يا جحا؟

 

قال جحا : سأشتري معلاقا لطعام الغذاء.

 

قال الصديق : معلاقا؟ وكيف تطبخه يا جحا؟

 

قال جحا : أطبخه كالمعتاد.

فقال له الصديق : كلا .. إنما له طبخة أفضل، سأخبرك بها.

 

فقال له جحا : لا تخبرني وإنما اكتبها لي في ورقة حتى لا أنسى.

 

كتب الرجل لجحا طريقة صنع الطعام، وقدمها له، فأخذها جحا شاكرا.

 

وذهب إلى بائع اللحوم وطلب معلاقا.

 

نظر البائع إلى جحا وقال : ماذا جرى يا جحا؟ لم نتعود على رؤيتك بدون العمامة والجبة، ماذا جرى؟ أسرقك لص؟

 

قال له جحا : وأنت أيضا لا تعلم شيئا، ثم أخذ المعلاق عائدا في طريقه إلى بيته غارقا في بحر أفكاره.

 

وبينما هو كذلك إذا بكلب ضال ينقض ويخطف المعلاق، ويسرع به بعيدا حتى اختفى.

 

لم يحزن جحا، ولم يقع في حيرة، بل مد يده بالورقة جهة الكلب قائلا : لا فائدة لك فيه، فلن تقدر على أكله؛ لأن الورق معي.

فلما عاد إلى البيت، ورأته زوجته على هذه الحال سألته، فقال لها : لقد أخذ جاري ملابسي لأنه لا يعرف شيئا، وأخذ الكلب المعلاق ولكنه أيضا لا يعرف شيئاً.

 

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-