حكايات أطفال : الجرس

 

حكايات أطفال : الجرس


حكايات أطفال : الجرس

 الجرس


عندما كانت تقام حفلة في بلدة بعيدة والجميع يستمتع بشكل كبير، سمع صوت جرس.


تساءلوا بفضول شديد : أين يوجد هذا الجرس؟


بحثوا عنه كثيراً ولكنهم لم يجدوه. وخصّص الملك جائزة كبيرة لمن يجده علاوة على تعيينه كونت الجرس.


بذل كل الرعايا مجهوداً كبيراً للعثُور على الجرس بما فيهم الأطفال.


وكان ابن الملك يبحث عنه أيضاً، فترك القصر ومشى كثيراً إلى أن وجد منزلاً صغيراً مغطى بنباتات كثيفة. وكان يتدلى من بين الأوراق جرس صغير أزرق اللون.


قال الأمير : لا يمكن أن يكون هذا الجرس الذي أبحث عنه لأنه صغير جدّاً، وابتعد عن المنزل...

 

الطفل ذو الرداء الأبيض


كان الظلام يخيم على الغابة عندما كان الأمير يبتعد، وفجأة دق الجرس مرة أخرى "تن تن تن"..


يأتي الصوت من الناحية اليسرى. سأذهب إلى هناك.


تقدم عدة خطوات ووجد نفسه أمام طفل يرتدي ملابس بيضاء، فسأله مبتسماً : هل تبحث أنت أيضاً عن الجرس؟ سأساعدك وربما نعثر عليه.


قال الطفل للأمير : إنني أعرفك، ويدهشني أنك تبحث عن الجرس وأنت ابن الملك.


هذا شيء لا يهمني كثيراً. أعرف أن رعايا والدي سيفرحون عند رؤية الجرس وسماع صوته.


وسمع صوت الجرس  مرة أخرى في تلك اللحظة "تن تن تن"..


قال الطفل : أنا حارسك، لقد وجدت الجرس لأنك شخصية طيبة.


ظل الجرس يدق وكان يبدو أنه يغني : "سلام على ذوي الإرادة الحسنة".


سأل الأمير : هل يمكن أن أحمله إلى القصر؟


أجابه الطفل : لا؛ لأنه مرتفع جدا. لن تراه مرة أخرى، ولكنك ستسمعه إذا كنت خيرا أو إذا قمت بواجباتك كملك.

 


الوفاء بالوعد


كان الأمير الصغير مجهدا وقبل أن ينام على أوراق الأشجار وعد حارسه أن يكون ملكاً طيّباً، وأن يسهر على مصلحة أقل واحد من رعاياه. وبعد ذلك غلبه التعب والنوم، قام الحارس بطرد الدببة والحيوانات التي كانت تقترب من الأمير لتفترسه.


عندما استيقظ الأمير، اختفى الحارس. وعلى الرغم من أن الأمير لم يكن يراه، إلا أنه كان يحميه لأنه وجد غزالا يحمله إلى قصر والده.


سأله والده الملك : أين كنت؟


كنت أبحث عن الجرس ووجدته، ولكنه كان مرتفعا جدا ولم أستطيع أخذه.


لم يعد يسمع صوت الجرس في البلد، ولكن لم ينس الأمير الصغير العهد الذي قطعه على نفسه. وكان يردد كل ليلة عند الصلاة :

سأكون ملكا طيبا وكريماً وسأبحث دائماً عن سعادة رعاياي..


 مرت عدة سنوات وأصبح الأمير ملكا وأوفى بوعده.


"لم يكن عندنا ملك أفضل ولا أكرم من هذا" كان كل الرعايا يقولون ذلك؛ لأنه يمتلك طيبة القوي وحكمة المتواضع.


إنهم كانوا يجهلون الوعد الذي قطعه الملك على نفسه عندما كان  طفلاً أمام حارسه.

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-