حكايات أطفال : الأمير الذي لم يكن يعرف فنون الحرب
الأمير الذي لم يكن يعرف فنون الحرب
كان أمير مدينة إيلمن كريماً وطيّباً. وفي الوقت الذي كان فيه باقي الشباب
المشاغبين ينضمون لجيوش الأمراء المحاربين الآخرين رغبة منهم في الحديث، فيما بعد،
عن بطولاتهم، كان أمير إيلمين يهتم بتحسين مدينته على أن يكون هناك مكان في
المدرسة لكل طفل وخبز لكل أهل المدينة.
كان يشعر بعاطفة خاصة تجاه جرتشن الطفلة الشقراء حفيدة الأعمى. كانت إيلمين مدينة سعيدة، ولكن ذات يوم قام
السيد تايرن القاسي بحصارها وبما أن أميرها لم يكن لديه جيش ولا يعرف فنون الحرب،
فقد وقع في الأسر.
جرتشن الشجاعة
قرر السيد تايرن القاسي أن يتم إعدام الأمير صباح اليوم التالي وكانت جرتشن
تبكي بمرارة على مصيره الحزين. ماذا سيحدث لو جرؤت هي على إنقاذه؟
وفي وسط الظلام، توجهت إلى الجزء الموجود به السجن في القصر ونادت على
الأسير بصوت خفيض وهي جالسة على الأرض :
لقد أحضرت لك هذا المبرد يا أميري، وإذا استطعت نشر أحد القضبان وخرجت من
هنا، سأخرجك من المدينة.
امتلأ قلب الأمير بالامتنان والشكر. حيث تعرض الصغيرة جرتشن حياتها للخطر
من أجله وهي الضعيفة.
قال الأمير : حتى لو استطعت الخروج من سجن القصر، فسيكون من المستحيل
الهروب من المدينة لأن أبوابها عليها حراسة شديدة.
ردت عليه الصغيرة : نعم، هي كذلك. ولكني أعرف كيف نخرج.
عمل الأمير في تلك الليلة بجد واجتهاد واستطاع نشر قضيبين وخرج من السجن
وارتدى عباءة الأعمى وأخذ عصاه ومشى بجهد جهيد وهو يمسك يد الطفلة.
قالت الطفلة : أفسحوا الطريق للأعمى... أفسحوا الطريق للأعمى وعند وصولهما
إلى أبواب المدينة، نظر إليهما الحراس بنوع من الشفقة وسمحوا لهما بالمرور. ابتعدت
الطفلة ببطء عن إيلمين وهي تمسك يد الأعمى المزيف.
استطاع الأمير بفضل ثقافته الواسعة أن يكسب لقمة العيش بعيدا عن مدينته
وأصبح مشهورا بعلمه. وبعد مرور عدة سنوات تزوج جرتشن.
لم يندم الأمير على ممتلكاته الضائعة لأنه وجد سعادة كبيرة بعطف جرتشن
وبالعمل.