حكايات أطفال : السيدة روخيليا
السيدة روخيليا
منذ زمن بعيد، استيقظ سكان مدينة روسا خائفين عندما سمعوا صوت أبواق مبعوثي
الملك وهم يعلنون :
بأمر من جلالة الملك، نخبركم بوصول السيدة المخيفة روخيليا إلى مدينتنا.
إنها لا تضر كبار السن، ولكن يقال إن لديها القدرة على القضاء على الأطفال الذين
تجدهم في طريقها. وبالتالي، يأمركم صاحب الجلالة أن يظل كل الأطفال في منازلهم
لحين اختفاء السيدة روخيليا.
شعر الأخوان، نيكول ولينا، بضيق شديد عند سماع هذا البيان، لأنهما كانا
يريدان الذهاب إلى الغابة للبحث عن الفراولة.
ونظرا لذكاء وشجاعة نيكول، فقد قال لأخته :
سنذهب إلى الغابة متخفين في الأعشاب لكي لا ترانا السيدة.
وصلا إلى الغابة ورأيا السيدة وهي
تنزل من مقشتها.
لسوء الحظ كان كوكي ابن الحطاب موجوداً هناك. ومن مخبئهما استطاعا رؤية
السيدة وهي تقترب من الطفل وهي تبلل إصبعها بلعابها ولمست رأس الطفل قائلة له :
ستصبح يسروعاً...
وبالفعل أصبح كوكي يسروعاً.
خداع الأخوين
بقى نيكول ولينا جالسين على الأرض ولم يستطيعا أن يتحركا من مكانهما. لمحا
السيدة وهي تخلع قبعتها المدببة ووضعتها على أحد الجوانب لكي تنام.
همس نيكول في أذن أخته : لو أن السيدة ليس لديها لعاب، لما استطاعت أن تخفي
الأطفال.
يا لشخيرها، كانت قبيحة جدا بفمها المفتوح وشعرها الأشعث المتباعد.
توجه الفتى إلى منزل البناء وأخذ شكارة جبس وعاد إلى الغابة. وألقى الجبس
في فم السيدة بسرعة.
استيقظت السيدة وبدأت تصرخ، وكلما كانت تصرخ أكثر، اختلط الجبس بلعابها في
حنجرتها إلى أن كون كتلة كتمت صراخها.
وقف نيكول أمام السيدة وقال لها :
وإذا أعدت كوكي وكل الأطفال إلى حالتهم الأولى، سأنزع الجبس من فمك أيتها
السيدة العجوز.
وافقت الساحرة عن طريق هز رأسها، ولكن لم يكن يثق نيكول في كلامها وذهبت
لينا للبحث عن جنود الملك كي يتكلفوا بأن تفي السيدة بوعدها.
وبعد ذلك تم حرق مقشتها وطردها من المملكة ولم تستطع أن تضر أحدا لأن فمها
أصبح جافا للأبد.
وعقدت احتفالات جميلة في المدينة على شرف الشجاعين نيكول ولينا.