كتب | الأعمال الروائية : ماريو بارغاس يوسا
ماريو بارغاس يوسا
(مواليد 1936)
روائي وصحفي وسياسي وأكاديمي بيروفي حاصل على الجنسية الإسبانية.
الأعمال الروائية
رواية امتداح الخالة
تتسم بجو حميمي يلاحظه العديد ممن قلوبهم ذات رقة وعاطفة جياشة في جو حميمي يعرض ماريو بارغاس يوسا قصة علاقة ألفونسو بزوجة أبيه رسالة ألفونسو ليلة عيد ميلادها أشعلت مدناً من الغرائز يصورها بارغاس يوسا في فصول تلك الرواية حيث إن الرسالة كانت ذات خط طفولي، مكتوبة بكثير من المحبة "عيد ميلاد سعيد يا خالتي ! لست أملك نقوداً لكي أهدي إليك أى شيء، ولكنني سأدرس كثيراً وسأنال المرتية الأولى وتكون هذه هي هديتي إليك. أنت الأطيب والأجمل، وأنا أحلم بك كل ليلة عيد ميلاد سعيد مرة أخرى !" ألفونسو
تأثرت دونيا لوكريثيا برسالة الطفل وأحست بدافع لا يقاوم يدفعها للذهاب لرؤيته وتقديم الشكر له.
رواية قصة مايتا
تمثل قصة مايتا توجهاً جديداً في أعمال بارغاس يوسا، فنحن نرى الروائي البيروي نفسه شخصية تشارك في كتابة الرواية التي نقرؤها وتطور مسارها، فشخصية الروائي التي تجمع شهادات تشكل بنية الرواية، يكشف لنا في النهاية أن الوقائع الحقيقية مختلفة تماماً، وأشد فقراً بكثير من التخييل الروائي، مؤكداً بذلك مقولة أنه يمكن للرواية أن تكون أكثر غنى وإقناعاً من التاريخ.
ففي بلاد منكوبة تتعرض لغزو خارجي، وتتردى في أوضاع اجتماعية واقتصادية بائسة، وتطغى عليها ظلمة المجهول، يسعى الروائي - من خلال شهادات متعددة - إلى إعادة بناء قصة مناضل ثوري يدعى أليخاندرو مايتا، بطل محاولة ثورية محبطة في العام ١٩٥٨، وسجين بعد ذلك عدة مرات في ظروف ملتبسة. وفي نهاية ذلك التقصي الطويل، تأتي المواجهة مع الواقع لتضع هذه القصة الكيخوتية في مكانها الدقيق. إنها رؤية مريرة وتراجيكوميدية لحالات التطرف الثوري والحنين الى الملاحم.
رواية حفلة التيس
دمج يوسا بين العناصر الخيالية والأحداث التاريخية: الكتاب ليس فيلمًا وثائقيًا وعائلة كابرال، على سبيل المثال، خيالية تمامًا. من ناحية أخرى، فإن شخصيات قتلة تروخيو وتروجيلو مأخوذة من السجل التاريخي؛ ينسج يوسا أحداثًا تاريخية حقيقية من الوحشية والقمع في قصص هؤلاء الناس، لتسليط الضوء بشكل أكبر على طبيعة النظام والأثر التي نجمت عنه. على حد تعبير الكاتب، "إنها رواية وليست كتاب تاريخ، لذلك أخذت الكثير والكثير من الحريات. [...] لقد احترمت الحقائق الأساسية، لكنني غيرت أشياء كثيرة من أجل جعل القصة أكثر إقناعًا- وأنا لم أبالغ ".
رواية البيت الأخضر
لعل خير وصف لرواية "البيت الأخضر" للكاتب البيروني ماريو بارغاس يوسا هو أنها رواية عن "الأغوارنيون" / الهنود الحمر الأميركيون الذين عاشوا على ضفاف الأمازون في المنطقة التي يمر فيها نهر سانتياغو، حيث ينفتح المشهد الروائي على مجموعة من البشر "الأغوارنيون" الذين يركبون زورقا ويحاولون الوصول إلى الشاطئ، يخاف منهم السكان الأصليون للجزيرة، ويكون في انتظارهم "الأم أنخليكا" و"الأم باترونينيو" الراهبتان اللتان كانتا تصليان من أجل خطايا العالم، بدأتا تكلمان الأغوارنيون بنعومة، عن طريق رسم أشكال وحركات سوق يفهمها هؤلاء القادمون بوجوههم المتخشبة والقاسية ولغتهم الوثنية، وأجسادهم العارية "وزعت الأم الهدايا على الأغوارينيين الذين أخذوها دون أن يبدوا أيّ مظهر من مظاهر الحماس، لكن فيما بعد وحين بدأت الأمّان والحراس تتناول قطع السمك التي انتزعوها بأيديهم، فتح الرجلان كيسيهما دون أن يتبادلا النظر ...".
تتشابك الأحداث في هذه الرواية لتفصح عن معنى البيت الأخضر بأنه بيت للدعارة لُون باللون الأخضر، ويقوم بمحاربة من فيه الكهان ومنهم "غارسيا" إلى جانب غيره من أولياء الأمور الأخلاقية، ويبرر الكاتب وجوده بأنه جاء نتيجة الفقر والتشرد الذي يعانيه السكان والذي استغله القائمون على الجزيرة إلى جانب التجارة بالبشر والتهريب للبضائع المسروقة ...
رواية حرب نهاية العالم
ما يرويه في الحقيقة قصة حرب قد تكون خصوصيتها البرازيلية فاقعة. غير أن موضوعها يبدو أرحب من ذلك بكثير. يبدو موضوعها، وحتى في بعض أعمق تفاصيله، صالحاً حتى لتفسير "حروب" من هذا النوع تدور في أيامنا هذه. ففي نهاية الأمر نجد أنفسنا هنا أمام تصوير تاريخي للعبة الصراع بين العقل واللاعقل، بين منطق التقدم والخرافة، بين مجانين الماوراء والساعين، ولو بالبطش، إلى الدفاع عن قيم الديمقراطية وفقط حين تكون من مصلحتهم ضد دولة يصفونها بأنها ديكتاتورية كافرة.
صحيح أن هذا كله يبدو واضحاً في سياق الرواية، غير أن المسألة في نهاية الأمر تبدو أكثر عمقاً بكثير إن نحن تفحصناها في الكتاب التاريخي. ولعل هذا العمق هو الذي يجعل هذا العمل، عملاً مضاداً للأيديولوجيا حيث من المستحيل على القارئ، وهو يتنقل بين الفصول أن يندفع إلى الوقوف إلى جانب هذا الطرف أو ذاك فيها.
رواية من قتل بالومينو موليرو؟
من قتل بالومنيو موليرو رواية بوليسية تدور أحداثها في أمريكا اللاتينية تبحث عمن قتل موليرو، الفتى البسيط الذي وجد جثته أحد الرعاة وقد شوهت بشكل مخيف، فما هي الأسباب الحقيقية التي أدت إلى مقتل موليرو، ذلك الفلاح ذي الأصول الهندية .. ربما يكون الشاب قد انتهك حرمة تابو اجتماعي سياسي حتم على أهل البلاد إصدار حكم جعل قتله مباحاً لا يعاقب عليه مرتكبوه. هذا ما سوف يتابع التحقيق فيه "يوسا" وهو يتحرى الكثير من خصائص المجتمع الريفي في أمريكا اللاتينية. ... كان الشاب مشنوقاً ومثبتاً على شجرة الخروب الهرمة، في وضع عبثي إلى حدّ بدا معه أشبه بفزاعة عصافير أو دمية كرنفال مفتوحة الساقين منه بجثة. تراهم مثلوا به بهذا الحقد غير المحدود قبل قتله أو بعده: كان أنفه وفمه مشقوقين، وعلى جسده خثارات دم جاف، وكدمات وشقوق، حروق سجائر (...) كان حافياً، وعارياً من خصره حتى قدميه، وليس عليه سوى قميص داخلي ممزق. إنه شاب نحيل، أسمر، وبارز العظام (...) إنه أحد جنود الطيران هؤلاء الذين جاؤوا بهم إلى القاعدة الجوية في حملة التجنيد الأخيرة - وانتعشت ملامح العجوز - إنه هو: البيوراني الذي يغني ألحان البوليرو ... ولكن هذا وحده غير كاف لحل لغز معرفة من قتله... !؟
رواية خمس زوايا
من أحد الفصول:
لم تتجرأ على الحركة. حبست أنفاسها كيلا توقظ صديقتها، ألا يعني سحبها قدمها تلاشي ذلك الإحساس اللطيف الذي يمتد، انطلاقاً من ظاهر قدمها، وينتشر في بقية أنحاء جسمها ويُبقيها متوترة ومركزة. وشيئاً فشيئاً راحت تميز في عتمة غرفة النوم بعض خطوط الضوء عبر شبكة النافذة الخارجية، وظلّ الخزانة ذات الأدراج، وباب حجرة الملابس، وباب الحمام، ومستطيلات لوحات الجدران: «الصحراء والأفعى المرأة» لتيلسا [لوثانو]، و«الحجرة والطوطم» لسزيزلو، و«المصباح الركني»، ومنحوتة لبيروكال. أغمضت عينيها وأنصتت: ضعيف جداً ولكنه منتظم وإيقاعي، كان هذا هو تنفس تشابيلا. إنها نائمة، ربما كانت تحلم، إنها هي نفسها إذاً، بلا شك، من اقتربت في نومها من جسد صديقتها.
متفاجئة، خجلة، متسائلة من جديد عما إذا كانت مستيقظة أم نائمة، انتبهت ماريسا أخيراً إلى ما كان جسدها قد عرفه: لقد كانت مستثارة. باطن تلك القدم الذي يبعث الحرارة في ظاهر قدمها أجج بشرتها وحواسها، ومن المؤكد انها إذا ما مررت إحدى يديها ما بين ساقيها فسوف تجده مبللاً. «هل أصبتِ بالجنون؟»، قالت لنفسها. «تستثارين مع امرأة؟ منذ متى هذا يا ماريسا؟» كانت قد استُثيرت وحدها مرات كثيرة بالطبع، وكانت قد مارست العادة السرية أحياناً بفرك وسادة بين ساقيها، لكنها كانت تفكر أثناء ذلك برجال على الدوام. أما التفكير بامرأة، على ما تذكر، فمستحيل المستحيلات! ومع ذلك ها هي الآن تفعل، ترتجف من قدميها حتى رأسها، وبرغبة مجنونة في ألا تلتقي قدماهما فقط، بل أن يلتقي جسداهما أيضاً، وتشعر في كل أجزاء جسدها، كما في ظاهر قدمها، بمداعبة ودفء صديقتها.
رواية ليتوما في جبال الأنديز
يغوص بارغاس في روايته في عمق المآسي الاجتماعيّة التي تتّخذ مناحٍ أسطوريّة عبر الإضافة والتراكم والخيال، حيث العنف يسود ويقود، وما تقديمه بمقولة وليام بليك المقتبسة من كتابه «شبح هابيل»: «مدينة قابيل شُيّدت بالدم البشريّ، وليس بدم الثيران والماعز». إلاّ إخطارٌ منه بأنّ القارئ على أعتاب رواية مختلفة من عوالم بارغاس الغنيّة، التي أثّرت في أجيال من الروائيّين، بسحرها وقدرتها المستمّرة على التجدّد، وبأسلوبه الأخّاذ وسرده المُتقن. والاستشهاد البدئيّ بقابيل وهابيل، يعني أنّ القتل الذي بدأ على يد القاتل قابيل/ قايين، عندما قتل أخاه هابيل، سيستمرّ فاعلاً ومتجدّداً على أيدي أبناء وأحفاد القاتل قابيل، مع سريان دم الجدّ القتيل هابيل في ذرّيّة أخيه..
رواية شيطانات الطفلة الخبيثة
تدور الرواية حول الفتى الطيب والطفلة الخبيثة. الفتى الطيب هو ريكاردو الذي يعمل مترجمًا لدى الأمم المتحدة، أما الطفلة الخبيثة فأسماؤها كشخصياتها لا تُحصى.
عرف ريكاردو الطفلة الخبيثة في مدينة ليما، لكنها بعد فترة قصيرة اختفت نهائيًا، لتظهر بعد عشرة أعوام في باريس حيث باتت تعمل في السياسة، ثم تتكرّر اللقاءات بحكم عمل الفتى الطيب الذي يسافر كثيرًا، ويلتقيان في بلدان متعددة، فرنسا وإسبانيا وبريطانيا.
تسير حياة الشخصيتين من زمن المراهقة إلى الشيخوخة، ويترافقان في رحلة أربعين عامًا، تصرّ الأقدار فيها على أن تجمعهما من جديد، وكل مرة في مكان مختلف، محافظين على علاقة غير عادية، تجمع الحب وجنون الرغبات، وعلى خلفية تلك العلاقة وتفاصيل مجونها وجنونها تمر في الخلفية كل أحداث القرن العشرين.
رواية زمن عصيب
ذات ليلة من ليالى الشتاء، منذ أعوام طوال، سمعت طرقا على باب بيتها، البيت الذى نحن فيه الآن، بارتياب، ذهبت لتفتح الباب، فوجدت فى الشارع رجلا يتخفى بمعطف فضفاض ووشاح يتجلى حتى يبلغ قدميه، ولكنها ما لبثت أن تعرفت بصوته حين سمعته يقول: “ألم تتعرفى بى يا مارتيتا؟”، استحوذت عليها الحيرة والمفاجأة، بطبيعة الحال، وبعد ذلك سمحت له بالدخول إلى الصالة نفسها، حيث كان عدد الطيور أقل حينذاك، تجاذبا أطراف الحديث حتى مطلع الفجر، طوال ساعات تناولا خلالها فناجين الشاي واسترجعا مغامرات الماضى، اعترف لها بأنها الوحيدة التى أخبرها بأنه ما زال على قيد الحياة، دونا عن معارفه القدامى.