كتب : صديقي رضا لينين
أنا سيرةُ جيلي المعطوب.
هل كان لابدّ من تلك الرحلة الدامية لينتهي المرء إلى حقائق بسيطة كانت من البداية أمام ناظريه.
ربّما كانت مسيرة جيلي محكومة بعوائق البداية. وربّما كان ذلك قدَرهُ. ولكن لطالما أمَضَّني أن أرى أجيالًا لاحقة تنسج على المنوال نفسه وتكرّر التاريخ. أهو إحساس متأخّر بالذنب؟ ويأتيك صوتٌ منك: «جيلكَ ليس بريئًا وأنت أيضًا لستَ بريئًا. أما سمّيت ابنك البكر «فُراتْ» وأورثته «سيرة الهباء»؟ أما نذرته بذلك قربانًا للنهر وحمّلته وهو في المهد أوزار التاريخ؟ وها أنت تريد أن تتدارك ما اقترفَتْ يداك، وها أنت لا تَني تَعِظ وترشد كي لا يذكّرَك بشبابك. ولكن هيهات...».
نحن مثل غلّةٍ في تربة مجافية ننضج بعد الموسم أو لا ننضج أبدًا. وفي الحالتين يكون الأوان قد فات. وفي مقام الفَوْت ذاك نبكي عيونًا رأت الأشجار ولم تر الغابة ونندب طيرًا سخّرناها لتخبر عن بلاد أخبارُها مبذولةٌ في الرُقوق.